حلقة جديدة من مسلسل اقتلاع الأشجار في الجولان - ارشيف موقع جولاني
موقع جولاني


حلقة جديدة من مسلسل اقتلاع الأشجار المثمرة في الجولان
نبيه عويدات – 27\09\2007
إذا كنت مزارعاً في الجولان فإن الاحتمال كبير بأن تأتي للعمل في أرضك صباحاً لتجد أن الأغراس والأشجار التي زرعتها ورعيتها لسنوات قد اقتلعت أو قطعت.. إنه مسلسل يقع ضحيته سنوياً العديد من المزارعين، ولكن ذلك لا يثنيهم عن إعادة زراعة الأرض من جديد.. المواطنون يوجهون التهمة إلى ما يسمى بـ "دائرة أراضي إسرائيل"، ويقولون أنها الجهة الواقفة وراء عمليات التخريب هذه، وذلك في محاولة منها لوضع حد لاستصلاح الأراضي من قبل المواطنين العرب في الجولان، مقدمة لمصادرتها فيما بعد بحجة أنها "أراض متروكة"...
هذا ما حدث صباح اليوم للسيد سليم حمد عويدات من بلدة مجدل شمس، الذي وصل إلى أرضه في منطقة الحفاير صباحاً، يملؤه النشاط والعزيمة، للعمل في الأرض التي زرعها قبل عام تقريباً بأغراس الكرز. ومع وصوله للأرض تفاجأ السيد سليم بأن أكثر من 150 غرسة من أغراس الكرز التي زرعها قد تم قطعها.
ويقول السيد سليم أنه أصيب بالصدمة عند اكتشافه الجريمة وأحس وكأن قطعة من جسمه قد فقدت. ويضيف، إنك عندما تزرع الأرض وتسقيها بعرق جبينك، فإنها تصبح كفرد من أفراد العائلة.. كأحد أطفالك تماماً، وعندما يصيبها مكروه فإن ذلك يؤلمك كثيراً.
وعند سؤاله عمن ارتكب هذه الجريمة، أجاب أنه ليس لديه حالياً أية معلومات، وأنه قدم شكوى إلى الشرطة التي حضرت في وقت لاحق لمعاينة الأرض.
وأثناء تواجدنا في المكان بدأ المواطنون بالتوافد تضامناً مع السيد سليم متوعدين ومعاهدين بأنهم سيعيدون زراعة الأرض من جديد.
أحد أولائك المواطنين قال لنا: "إن الأمر واضح وضوح الشمس.. وهل نحن بحاجة لدليل حتى نعرف من الفاعل؟! أنهم <هم> يأتون كاللصوص في الليالي فيخربون ويقطعون الأشجار..". وعند سؤالنا عن من <هم> أجاب: "أنها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.. إنهم <الأموال المتروكة> ولا أحد غيرهم.. إنه نفس المسلسل كل عام..".
مواطن آخر قال: "إنهم بسذاجتهم يعتقدون أنه عند اقتلاعهم الأغراس فإننا لن نزرع الأرض من جديد! ولكني أقول لهم أنهم لو اقتلعوها ألف مرة فإننا سنزرعها ونزرعها حتى تبقى وتكبر.. فالأرض أرضنا ونحن نزرعها كما نشاء..".
مواطن ثالث قال وهو يشير إلى الأشجار المقطعة: "انظر إلى ما فعلوه.. إنهم ليسوا بشراً.. فالإنسان لا يمكنه أن يكون بهذه الوحشية.. من فعل ذلك مجرم حاقد على الأرض قبل الإنسان.. انظر، إنهم لم يكتفوا بقطع الأشجار بل خربوا نظام الري أيضاًً.. انظر لقد قطعوا أنابيب الري متعمدين زيادة الأضرار.. إنهم كمن يطعنك بالسكين ويتلذذ بتحريك السكين داخل الجرح إمعانا في مضاعفة الألم.. كيف يمكن وصف هؤلاء الناس؟!".
تجدر الإشارة إلى أن مسلسل اقتلاع الأراضي في الجولان بات سيفاً مسلطاً على رقاب المزارعين العرب، وعبئاً آخر يضاف للأعباء المالية التي يعاني منها مزارعو الجولان. فمع تدني أسعار التفاح والكرز، اللذان يشكلان الحيز الأعظم من الزراعة في الجولان، بات من الصعب متابعة الاعتناء بالأراضي، خاصة، وأنه منذ عدة سنوات، تحولت الزراعة من مصدر دخل أساسي للمواطنين إلى عبء. فمعظم المزارعين في الجولان اليوم يقومون بعمل آخر، هو في الحقيقة مصدر دخلهم الأساسي، ومنه يقومون بتمويل مصاريف العناية بالأرض، على أمل أن يعود للزراعة عزّها، الذي اعتبره الجولانيون على مر عشرات السنين مصدر عزتهم وفخرهم وسر صمودهم في هذه الأرض.. وليس عجباً أن يكون للتفاحة في قلوب الجولانيين هذه المكانة "المقدسة".
صور التقطت صباح اليوم: